منظمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحذر من أن تغير المناخ يزيد خطر النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
الآفاق طويلة الأجل للأمن الغذائي والمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مأساوية. قال مشرعون في الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي في اجتماع عقد في العاصمة الجورجية تبليسي إن ظاهرة تغير المناخ ستؤدي إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وستعمل على إثارة المزيد من النزاعات والهجرة الجماعية مع تداعيات خطيرة على نطاق أوسع في العالم. في هذا الصدد، حثَّ عثمان أسكين باك، عضو البرلمان التركي، من خلال استعراض مقترح بعنوان تقرير حول الأمن الغذائي والمائي في المنطقة حكومات دول حلف الناتو على التمسك بالتزاماتها بموجب اتفاقية باريس، بما في ذلك التعهدات بشأن تمويل المناخ لمساعدة الدول النامية على النمو باستخدام الطاقة النظيفة والتأقلم مع آثار المناخ.
"ينبغي ألا يتم استبعاد إمكانية حدوث نزاع بين المناطق المتأثرة بتغير المناخ". يأتي هذا التحذير من ليليا ألفريسدوتير، وزيرة خارجية أيسلندا السابقة، التي قدمت مقترحًا منفصلًا تحت عنوان تقرير حول تكاليف تغير المناخ. وأوضحت الوزيرة أن "أزمة اللاجئين التي تهز الاستقرار السياسي في معظم أنحاء الشرق الأوسط وتثير مشاكل خطيرة في أوروبا يمكن أن تكون نذيرًا لأشياء قادمة، وإن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية الضخمة المرتبطة بالحركات الجماهيرية على هذا النطاق هي بحد بذاتها واضحة. ومن الواضح أن التحديات المناخية العالمية قد تؤدي إلى حركة جماهيرية خاصة في المناطق التي لم تعد لديها الموارد المائية والزراعية اللازمة لدعم الحياة ".
قضايا الأمن البيئي والمناخ ترتبط بقوة بالأفق الاستراتيجي لمنظمة حلف شمال الأطلسي. تضم الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي أكثر من 250 من كبار أعضاء البرلمان في الدول الحليفة، بالإضافة إلى الوفود المنتسبة والمراقبين. وهي بمثابة جسر بين الناخبين وقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي، ومنبر حيوي للمناقشات البرلمانية المشتركة بين الحلفاء. من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسيجينز ستولتينبيرغ ردًا على المشرعين في الجمعية البرلمانية "إن ظاهرة تغير المناخ قضية معترف بها في مفهومنا الإستراتيجي باعتبارها أحد التحديات الأمنية التي نواجهها. فمن الممكن أن تسبب النزاعات، ويمكن أن تزيد عدد اللاجئين. إن تغير المناخ شيء مرتبط بحلف الناتو".
المصادر: الأمن الغذائي والمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا | الوصول إلى تكاليف تغير المناخ والتخفيف من آثاره