بناء السلم البيئي في حوضي نهري الأردن والنيل

بناء السلم البيئي في حوضي نهري الأردن والنيل

ثمة دروس مهمة يمكن الاستفادة منها من حوض نهر الأردن وحوض نهر النيل حول إمكانية نجاح بناء السلم البيئي. يتميز حوضا النهرين بتراكيب محفزة تبرز فوائد المشاركة في الحوار وتكاليف عدم القيام بذلك. كان هذا موضوع المناقشات الأخيرة في منتدى الخبراء الدوليين بهدف البحث عن ارتباطات بين القضايا البيئية وبناء السلم والنزاع.

ففي حوض نهر الأردن، ساهم معهد ستوكهولم الدولي للمياه (SIWIفي إعداد منصة متعددة من أصحاب المصلحة تضم ممثلين عن إسرائيل والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى 28 مجتمعًا محليًا. تتيح هذه المنصة إمكانية صنع القرار على أساس تعاوني حول قضايا عابرة للحدود وتظهر كيف تصبح التحديات البيئية محفزًا للحوار بدلًا من تحولها إلى سبب للنزاع بين المجموعات في هذه الدول المتخاصمة.

ففي حوض نهر النيل، يساهم معهد ستوكهولم الدولي للمياه في تطوير دبلوماسية بين الدول التي تمتد على طول النهر لتيسير الحوار حول قضايا رئيسية، كالنزاعات حول تخصيص المياه والبنية التحتية، بين هذه الدول الواقعة على جانبي النهر.

يشار في هذا الصدد أن البحث الذي أجرته إليزابيت جيلمور من جامعة ميريلاند ألقى الضوء على الإدارة الرديئة التي قد تكون السبب الرئيسي الذي يسمح للعوامل البيئية، كالإفراط في سحب الموارد الطبيعية أو ظاهرة تغير المناخ، بإثارة النزاع بين هذه الدول. 

وقد خرج المنتدى بنتائج مفادها أن إخفاقات الإدارة الحاكمة ربما تؤدي إلى الإفراط في استغلال المصادر الطبيعية. لذا، تعتبر الإدارة الحاكمة في المناطق التي تشوبها حالات توتر وأعمال عدائية أمرًا حاسمًا لبناء السلم البيئي وتجنب أسوأ الآثار الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ.