تحذير من حدّة ظاهرة تغير المناخ في المنطقة الأورومتوسطية
حذر تقرير نُشر حديثًا للوكالة الأوروبية للبيئة بأن المناطق الأوروبية تواجه ارتفاعًا في منسوب مياه سطح البحر وأجواء مناخية أكثر حدة بسبب ظاهرة تغير المناخ. يقيِّم التقرير آخر التوجهات والتوقعات بشأن تغير المناخ والآثار المترتبة على ذلك. ومن المتوقع أن تتحول المنطقة الجنوبية إلى بؤرة ساخنة لتغير المناخ في القارة. تواجه هذه المنطقة فعليًا ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة وانخفاضات في هطول الأمطار وتدفقات الأنهار، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة خطر حدوث حالات الجفاف الشديد وانخفاض إنتاج المحاصيل وانعدام التنوع الحيوي واندلاع الحرائق في الغابات. ومن المتوقع أن تؤدي موجات الحر المتكررة والتغيرات في توزيع الأمراض المعدية ذات الحساسية من المناخ إلى زيادة الأخطار على الصحة البشرية والرفاهية.
المناطق الساحلية في البحر الأبيض المتوسط هي بالتحديد عرضة للتأثر لأنها تواجه ازدياد خطر الفيضان من جراء ارتفاع منسوب مياه البحر واحتمال ازدياد المد العاصفي. يُذكر في هذا الصدد أن منسوب مياه البحر عالميًا ارتفع حتى 19.5 سم بين عامي 1901 إلى 2015 بمعدل 1.7 في السنة. ومنذ عام 1993، عندما أصبحت مقاييس الأقمار الفضائية متاحة، سجَّل ارتفاع منسوب مياه البحر 3 ملم في السنة. وحسب البنك الدولي، قد يؤثر ارتفاع منسوب سطح البحر على 43 مدينة ساحلية - 24 منها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي مدينة الإسكندرية بمصر، تتقدم المياه الساحلية ببطء نحو المباني وتتسرب داخل المياه الجوفية. وكما ذكرت صحيفة الغارديان في الآونة الأخيرة، فإن هذا يضعف الأساسات ويجعلها هشة، مما يؤدي إلى انهيار بعض المباني في المدينة. يكافح العديد من أصحاب المقاهي في المدينة هذا الارتفاع في منسوب مياه سطح البحر ببناء جدران حماية لمقاومة أمواج المياه. كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر ودرجات حرارة مياه البحار تزيد من نسبة الملوحة في نهر النيل وتعرض الأراضي الزراعية للخطر في منطقة الدلتا برمتها.
إن تأثير تغير المناخ يزداد صعوبة ولا يمكن تجاهله. يتواصل تسجيل الأرقام القياسية الجديدة بشأن درجات الحرارة الإقليمية والعالمية. تقدم توقعات المناخ المحسنة دلائل إضافية تشير بأن درجات الحرارة الشديدة سترتفع، وسوف تكون إستراتيجيات وسياسات ومعايير التكيف الأفضل والأكثر مرونة سوف تكون حاسمة. وكما ذكر هانس بريونيكس، المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية للبيئة، فإن "مقياس تغير المناخ وآثاره في المستقبل سوف تعتمد على فعالية تطبيق اتفاقياتنا لخفض انبعاثات غاز الدفيئة، مع التأكيد أيضًا على تطبيقنا لاستراتيجيات وسياسات التكيف الملائمة لتقليل مخاطر الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الحالية والمتوقعة".