تغير المناخ والمصادر الطبيعية والنزاعات في البلدان العربية

تغير المناخ والمصادر الطبيعية والنزاعات في البلدان العربية

لبنان والأردن موطنان لعدد كبير من اللاجئين. يستضيف البلدان معًا حوالي 1.7 لاجئ سوري، بالإضافة إلى عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين المقيمين في البلدين قبل الأزمة السورية. حسب تقديرات رسمية، يشكل اللاجئون المسجلون حاليًا نحو ثلث السكان في البلدين. ونتيجة لذلك، تراجعت مستويات التغذية بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، وسلطت منظمة الأغذية والزراعة الضوء على انتشار انعدام الأمن الغذائي في المنطقة. وقد صرح الممثل الإقليمي للوكالة الدولية عبد السلام ولد أحمد قائلًا: "البيئة السلمية والمستقرة هي مطلب جوهري للمزارعين للرد على تحديات نقص المياه وتغير المناخ."

مصادر المياه تتناقص والبلدان العربية هي فعليًا في مركز أزمة المياه. لقد تمت مناقشة الارتباطات بين نقص المياه وتغير المناخ والنزاع في المنطقة في مؤتمر قوة المستقبل الذي استضافته وزارة الدفاع الهولندية في لاهاي. وفي الخطاب الافتتاحي للمؤتمر، شدد نجيب صعب الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية على أن الإدارة الصحيحة لرابطة المياه والطاقة والغذاء أمر ضروري لتعزيز الإنتاج الغذائي في المنطقة. ولا بد من دعم التحول باتجاه الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة لخلق فرص عمل وتنويع القاعدة الاقتصادية وتجديد النظام التعليمي ودعم البحوث والابتكارات. ومع ذلك، أكد نجيب صعب أن "كل هذا لن يحقق الاستدامة إذا لم تعزز البلدان دمج حقوق الإنسان في أجندة التنمية من خلال تضمين مبادئ المشاركة الشعبية الحقيقية والمساءلة والشفافية وعدم التمييز."

بعض جوانب تغير المناخ الأقل تنظيمًا تكمن في عواقبها الاجتماعية. كان للعوامل البيئية تأثير طويل الأجل على تدفقات الهجرة العالمية لأن الشعوب كانت من الناحية التاريخية تتخلى عن أماكن تواجدها التي تعاني من ظروف قاسية وسيئة. ففترة الجفاف طويلة الأجل التي عصفت بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط خلال العقدين الماضيين هي على الأرجح أسوأ فترة جفاف مرت بها المنطقة في القرون التسعة الماضية. يشكل الجفاف غير العادي، جنبًا إلى جنب مع أنماط الطقس الفريدة، الأسباب الرئيسية للعواصف الرملية الشديدة التي تجتاح الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة. وتعتبر  الهجرة المكثفة للمزارعين والرعاة والعائلات الريفية التي تعتمد على الزراعة من الريف السوري إلى المدن عاملًا مهمًا لحالة عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي التي تحمل بذور النزاع والعنف والهجرة في نهاية المطاف.

المصادر: منظمة الأغذية والزراعة:مراجعة إقليمية لانعدام الأمن الغذائي في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا  | منظمة الهجرة الدولية:الإستراتيجية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2017–2020